فصل: سنة سبع وعشرين ومئتين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة سبع وعشرين ومئتين:

فيها قدم على إمرة دمشق أبو المغيث الرافقي، فخرجت عليه قيس لكونه صلب منهم خمسة عشر رجلاً، وأخذوا خيل الدولة من المرج. فوجه إليهم أبو المغيث جيشاً فهزموه. ثم استفحل شرهم وعظم جمعهم، وزحفوا على دمشق وحاصروها. فجاء رجاء الحضاري الأمير في جيش من العراق ونزل بدير مران والقيسية بالمرج. فوجه إليهم يناشدهم الطاعة. فأبوا إلا أن يعزل أبا المغيث. فأنذرهم القتال يوم الاثنين. ثم كسبهم يوم الأحد بكفر بطنا. وكان جمهور القيسية بدومة. فوضع السيف في كفر بطنا وسقبا وجسرين، حتى قتل ألفاً وخمس مئة، وقتلوا الصبيان وجرحت النساء ووقع النهب.
وفيها أحمد بن عبد الله بن يونس، أبو عبد الله اليربوعي الحافظ الكوفي. سمع الثوري وطبقته. وعاش أربعاً وتسعين سنة.
قال الإمام أحمد لرجل سأله عن من أكتب؟ قال: اخرج إلى أحمد بن يونس، فإنه شيخ الإسلام. توفي في ربيع الآخر.
وفيها بشار بن إبراهيم الرمادي الزاهد، صاحب سفيان بن عيينة. قال ابن عدي: سألت محمد بن أحمد الزريقي عنه فقال: كان والله أزهد أهل زمانه.
وقال الإمام أحمد: كان متقناً ضابطاً.
وفيها أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي الفراديسي من أعيان الشيوخ بدمشق. روى عن سعيد بن عبد العزيز وجماعة.
وفيها إسماعيل بن عمرو البجلي محدث إصبهان وهو كوفي روى عن مسهر وطبقته. وثقه ابن حبان وغيره. وضعفه الدراقطني. وهو مكثر عالي الاسناد.
وفيها الرباني القدوة أبو نصر بشر بن الحارث المروزي الزاهد المعروف ببشر الحافي. سمع من حماد بن زيد، وإبراهيم بن سعد وطبقتهما. وعني بالعلم، ثم أقبل على شأنه، ودفن كتبه. وحدث بشيء يسير. وكان في الفقه على مذهب الثوري. وقد صنف العلماء في مانقب بشر وكراماته رحمه الله. وعاش خمساً وسبعين سنة. وتوفي ببغداد في ربيع الأول.
وفيها أبو عثمان سعيد بن منصور الخراساني الحافظ صاحب السير روى عن فليح بن سليمان. وشريك وطبقتهما. وجاور بمكة وبها مات في رمضان. وقد روى البخاري عن رجل عنه. وفيها سهل بن بكار البصري. روى عن شعبة وجماعة.
وفيها محمد بن الصباح البغدادي البزاز الدولابي، أبو جعفر. روى عن شريك وطبقته. وله سنن صغيرة.
وفيها أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك الباهلي، مولاهم، البصري الحافظ. أحد أركان الحديث، في صفر. وله أربع وتسعون سنة. سمع عاصم بن محمد العمري وهشاماً الدستوائي والكبار.
قال أحمد بن سنان: كان أمير المحدثين.
وقال أبو زرعة: وكان إماماً في زمانه جليلاً عند الناس.
وقال أبو حاتم: إمام فقيه عاقل ثقة حافظ، ما رأيت في يده كتاباً قط.
وقال ابن وارة: ما أراني أدركت مثله.
وفيها الهيثم بن خارجة، في ذي الحجة ببغداد. سمع مالكاً والليث.
وفيها يحيى بن بشر الحريري الكوفي. سمع بدمشق معاوية بن سلام وجماعة وعمر دهراً.
وفيها، في ربيع الأول، الخليفة أبو إسحاق المعتصم محمد بن هارون الرشيد بن المهدي العباسي، وله سبع وأربعون سنة. وعهد إليه المأمون بالخلافة، وكان أبيض أصهب اللحية طويلها. مربوعاً. مشرق اللون، قوياً إلى الغاية، شجاعاً شهماً مهيباً. وكان كثير اللهو، مسرفا على نفسه. وهو الذي افتتح عمورية من أرض الروم.
وكان يقال له المثمن لأنه ولد سنة ثمانين ومئة في ثامن شهر فيها.
وهو ثامن الخلفاء من بني العباس.
وفتح ثمانية فتوح: عمورية. ومدينة بابك. ومدينة الزط. وقلعة الأحزان ومصر وأذربيجان، وديار ربيعة، وإرمينية.
ووقف في خدمته ثمانية ملوك: الأفشين، والمازيار، وبابك، وباطس ملك عمورية، وعجيف ملك اسباخنج. وصول صاحب اسبيجاب، وهاشم ناحور ملك طخارستان، وكناسة ملك السند. فقتل هؤلاء سوى صول وهاشم.
واستخلف ثمان سنين وثمانية اشهر وثمانية أيام.
وخلف ثمانية بنين وثماني بنات. وخلف بن الذهب ثمانية آلاف ألف دينار.
ومن الدراهم ثمانية عشر ألف درهم.
ومن الخيول ثمانين ألف فرس.
ومن الجمال والبغال مثل ذلك.
ومن المماليك ثمانية آلاف مملوك وثمانية آلاف جارية.
وبنى ثمانية قصور.
وكان له نفس سبعية، وإذا غضب لم يبال من قتل ولا ما فعل. وقام بعده ابنه الواثق.

.سنة ثمان وعشرين ومئتين:

فيها توفي داود بن عمرو الضبي البغدادي. سمع نافع بن عمر الجمحي وطائفة. وكان صدوقاً صاحب حديث.
وفيها حماد بن مالك الأشجعي الخراساني، شيخ معمر، كان مقبول الرواية. روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي.
وفيها أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار الزاهد ببغداد، في أول العام. روى عن حماد بن سلمة وطبقته. وكان ثقة ثبتاً عالماً عابداً قانتاً، يعد من الأبدال.
وفيها عبيد الله بن محمد العيشي البصري الأخباري. أحد الفصحاء الأجواد. روى عن حماد بن سلمة وطبقته.
قال يعقوب بن شيبة: أنفق ابن ابن عائشة على إخوانه أربع مئة ألف دينار في الله.
وعن إبراهيم الحربي. قال: ما رأيت مثل ابن عائشة.
وقال ابن خراش: صدوق.
وفيها علي بن عثام بن علي العامري الكوفي بنيسابور. سمع مالكاً وطبقته. وكان حافظاً زاهداً أديباً كبير القدر. توفي مرابطاً بطرسوس. روى مسلم في صحيحه عن رجل عنه.
وفيها أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي ببغداد. وله جزء مشهور من أعلا المرويات روى فيه عن الليث بن سعد وجماعة.
قال الخطيب: صدوق.
وفيها محمد بن الصلت، أبو يعلى الثوري ثم البصري الحافظ. سمع الدراوردي وطبقته.
قال أبو حاتم: كان يملي علينا في التفسير من حفظه.
وفيها العتبي الأخباري. وهو أبو عبدالرحمن محمد بن عبيد الله بن عمرو الأموي. أحد الفصحاء الأدباء من ذرية عتبة بن أبي سفيان بن حرب. كان من أعيان الشعراء بالبصرة. سمع أباه، وسمع أيضاً من سفيان بن عيينة عدة أحاديث، والأخبار أغلب عليه.
وفيها مسدد بن مسرهد الحافظ، أبو الحسن البصري. سمع جويرية ابن أسماء وأبا عوانة وخلقاً. وله مسند في مجلد، سمعنا بعضه.
وفيها نعيم بن الهيضم الهروي، ببغداد. روى عن أبي عوانة وجماعة، وهو من ثقات شيوخ البغوي.
وفيها أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي الحافظ أحد أركان الحديث.
قال ابن معين: ما كان بالكوفة من يحفظ معه. سمع قيس بن الربيع وطبقته.
وهو ضعيف.

.سنة تسع وعشرين ومئتين:

فيها توفي الإمام أبو محمد خلف بن هشام البزار شيخ القراء والمحدثين ببغداد سمع من مالك بن أنس وطبقته، وله اختيار خالف فيه حمزة في أماكن وكان عابداً صالحاً كثير العلم صاحب سنة رحمه الله.
وفيها عبد الله بن محمد الحافظ. أبو جعفر الجعفي البخاري المسندي. لقب بذلك لأنه كان يتتبع المسند ويتطلبه. رحل وكتب الكثير عن سفيان بن عيينة وطبقته.
وفيها نعيم بن حماد الخزاعي المروزي الفرضي الحافظ أحد علماء الأثر سمع أبا حمزة السكري، وهشماً، وطبقتهما. وصنف التصانيف. وله غلطات ومناكير مغمورة في كثرة ما روى. وامتحن بخلق القرآن فلم يجب. فحبس وقيد ومات في الحبس. رحمه الله تعالى.
وفيها يزيد بن صالح الفراء أبو خالد النيسابوري العبد الصالح.
روى عن إبراهيم بن طهمان. وقيس بن الربيع. وطائفة. وكان ورعاً قانتاً مجتهداً في العبادة.

.سنة ثلاثين ومئتين:

فيها توفي إبراهيم بن حمزة الزبيري المدني الحافظ. روى عن إبراهيم بن سعيد وطبقته، ولم يلق مالكاً.
وفيها سعيد بن محمد الجرمي الكوفي، وإلا في حدودها. روى عن شريك، وحاتم بن اسماعيل وطائفة. وكان صاحب حديث.
وفيها أمير المشرق أبو العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي، وله ثمان وأربعون سنة. وكان شجاعاً مهيباً عاقلاً جواداً كريماً. يقال إنه وقع مرة على قصص بصلات بلغت أربعة آلاف ألف درهم. وقد خلف من الدارهم خاصة أربعين ألف ألف درهم. وقد تاب قبل موته وكسر آلات الملاهي واستفك أسرى بألفي ألف. وتصدق بأموال.
وفيها علي بن الجعد، أبو الحسن الهاشمي، مولاهم، البغدادي الجوهري الحافظ. محدث بغداد. في رجب. وله ست وتسعون سنة. روى عن شعبة، وابن أبي ذئب، والكبار فأكثر. وكان يحدث من حفظه.
قال اللغوي آخر اصحابه موتاً: أخبرت أنه مكث ستين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً.
وفيها علي بن محمد إسحاق. أبو الحسن الطنافسي الكوفي الحافظ. محدث قزوين، وأبو قاضيها الحسين. سمع سفيان بن عيينة وطبقته قأكثر. وثقه أبو حاتم وقال: هو أحب إلي من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح.
وفيها عون بن سلام الكوفي. وله تسعون سنة. سمع أبا بكر النهشلي. وزهير بن معاوية. وفيها محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري الحافظ المجاهد. روى عن معتمر بن سليمان وطبقته.
وفيها الإمام الحبر أبو عبد الله محمد بن سعد الحافظ، وفيها كاتب الواقدي وصاحب الطبقات والتاريخ، ببغداد. في جمادى الآخرة. وله اثنتان وسبعون سنة. روى عن سفيان بن عيينة، وهشيم، وخلق كثير.
قال أبو حاتم: صدوق.
وفيها أبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي البصري المحدث. روى عن معتمر بن سليمان وطبقته.
وفي حدود الثلاثين إبراهيم بن موسى الرازي الفراء الحافظ. أبو إسحاق. أحد أركان العلم. رحل وسمع أبا الأحوص، وخالد بن عبد الله الواسطي وطبقتهما.
قال أبو زرعة: كتبت عنه مئة ألف حديث. وهو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة، وأصح حديثاً.

.سنة إحدى وثلاثين ومئتين:

فيها ورد كتاب الواثق على أمير البصرة بامتحان الأئمة والمؤدبين بخلق القرآن. وكان قد تبع أباه في امتحان الناس.
وفيها قتل أحمد بن نصر الخزاعي الشهيد. كان من أولاد أمراء الدولة. فنشأ في علم وصلاح، وكتب عن مالك وجماعة. وحمل عن هشيم مصنفاته. وما كان يحدث. وكان يزري على نفسه. قتله الواثق بيده لامتناعه من القول بخلق القرآن، ولكونه أغلط للواثق في الخطاب، وقال له: يا صبي. وكان رأساً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقام معه خلق من المطوعة واستفحل أمرهم فخافته الدولة من فتق يتم بذلك.
وفيها توفي إبراهيم بن محمد بن عرعرة الشامي البصري. أبو إسحاق الحافظ. ببغداد، في رمضان. سمع جعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الوهاب التقفي، وطائفة.
قال عثمان بن خرزاد: ما رأيت أحفظ من أربعة فذكر منهم إبراهيم هذا.
وفيها أمية بن بسطام، أبو بكر العيشي البصري. أحد الأثبات. روى عن ابن عمه يزيد بن زريع وطبقته.
وفيها أبو عمرو سهل بن زنجلة الرازي الحافظ. روى عن سفيان بن عيينة وطبقته.
وفيها توفي عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي البصري أحد الأئمة.
روى عن جويرية بن أسماء وجماعة.
قال أحمد الدروقي: لم أرى بالبصرة أفضل منه. وذكر لعلي بن المديني فعظمه.
وفيها كامل بن طلحة الجحدري البصري، وله ست وثمانون. روى عن مبارك بن فضالة، وجماعة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وفيها ابن الأعرابي صاحب اللغة. وهو أبو عبد الله محمد بن زياد. توفي بسامراً وله ثمانون سنة. وكان إليه المنتهى في معرفة لسان العرب.
وفيها محمد بن سلام الجمحي البصري الأخباري الحافظ أبو عبد الله. روى عن حماد بن سلمة، وجماعة وصنف كتباً منها كتاب طبقات الشعراء، وكان صدوقاً.
وفيها أبو جعفر محمد بن المنهال الضرير البصري الحافظ. روى عن أبي عوانة. ويزيد بن زريع، وجماعة. وكان أبو يعلي الموصلي يفخم أمره ويقول: كان أحفظ من بالبصرة وأثبتهم في وقته.
قلت: ومات قبله بيسير أو بعده محمد بن المنهال البصري العطار. أخو حجاج بن منهال. روى عن يزيد بن زريع وجماعة وكان صدوقاً روى عن الرجلين أبو يعلي الموصلي.
وفيها منجاب بن الحارث الكوفي، روى عن شريك، وأقرانه.
وفيها أبو علي هارون بن معروف الضرير ببغداد. روى عن عبد العزيز الدراوردي وطبقته وكان ثقة من حفاظ الوقت، صاحب سنة.
وفيها الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي. مولاهم. المصري، في صفر. سمع مالكاً والليث وخلقاً كثيراً. وصنف التصانيف. وسمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة. وفيها العلامة أبو يعقوب يو سف بن يحيى البويطي الفقيه صاحب الشافعي ببغداد. في السجن والقيد. ممتحناً بخلق القرآن. وكان عابداً مجتهداً دائم الذكر كبير القدير.
قال الشافعي: ليس في أصحابي أعلم بن البويطي.
وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة.
قلت: وسمع أيضا من ابن وهب.
وفيها أبو تمام الطائي حبيب بن أوس الحوراني. مقدم شعراء العصر.
توفي في آخر السنة الموصل كهلاً.

.سنة اثنتين وثلاثين ومئتين:

فيها توفي الحكم بن موسى. أبو صالح القنطري البغدادي الحافظ. أحد العباد، في شوال. سمع إسماعيل بن عياش وطبقته.
وفيها عبد الله بن عون الخراز الزاهد. أبو محمد البغدادي المحدث.
وكان يقال إنه بن الأبدال. روى عن مالك وطبقته. توفي في رمضان وفيها عمرو بن محمد الناقد الحافظ أبو عثمان البغدادي نزيل الرقة وفقيهها ومحدثها سمع هشيماً وطبقته توفي في ذي الحجة ببغداد.
وفيها الإمام أبو يحيى هارون بن عبد الله الزهري العوفي المكي المالكي القاضي. نزيل بغداد. تفقه بأصحاب مالك.
قال الخطيب: إنه سمع من مالك، وإنه ولي قضاء العسكر ثم قضاء مصر.
وفيها يوسف بن عدي الكوفي نزيل مصر، أخو زكريا بن عدي. حدث بن مالك، وشريك. وكان محدثاً تاجراً.
وفي ذي الحجة الواثق أبو جعفر، وقيل أبو القاسم هارون بن المعتصم محمد بن الرشيد المهدي العباسي. عن بضع وثلاثين سنة. وكانت أيامه خمس سنين واشهراً. ولي بعهد من أبيه وكان أديباً شاعراً، أبيض تعلوه صفرة. حسن اللحية. في عينه نكتة دخل في القول بخلق القرآن وامتحن الناس. وقوى عزمه أحمد بن أبي داود القاضي. ولما احتضر ألصق بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه أرحم من قد زال ملكه. واستخلف بعده أخوه المتوكل على الله فأظهر السنة. ورفع المحنة. وأمر بنشر أحاديث الرؤية والصفات.

.سنة ثلاث وثلاثين ومئتتن:

فيها كانت الزلزلة المهولة بدمشق دامت ثلاث ساعات. وسقطت الجدران، وهرب الخلق إلى المصلى يجأرون إلى الله. ومات عدد كبير تحت الردم. وامتدت إلى أنطاكية، فيقال إنه هلك من أهلها عشرون ألفاً. وامتدت إلى الموصل فزعم بعضهم أنه هلك بها تحت الردم خمسون ألفاً.
وفيها توفي إبراهيم بن الحجاج الشامي المحدث بالبصرة. روى عن الحمادين وجماعة. وخرج له النسائي.
وفيها حبان بن موسى المروزي. سمع أبا حمزة السكري، وأكثر عن ابن المبارك. وكان ثقة مشهوراً.
وفيها سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. أبو أيوب التميمي الدمشقي. الحافظ، محدث دمشق، في صفر، وله ثمانون سنة. سمع إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة، وطبقتهما. وعني بهذا الشأن وكتب عمن دب ودرج.
وفيها سهل بن عثمان العسكري الحافظ أحد الأئمة توفي فيها أو في حدودها. روى عن شريك وطبقته.
وفيها القاضي أبو عبد الله محمد بن سماعة الفقيه ببغداد. وقد جاوز المئة. تفقه علي أبي يوسف. ومحمد وروى عن الليث بن سعد. وله مصنفات واختيارات في المذهب وكان ورده في اليوم واليلة مائتي ركعة.
وفيها الحافظ أبو عبد الله محمد بن عائذ الدمشقي الكاتب، صاحب المغازي والفتوح، والصوائف. وغير ذلك من المصنفات المفيدة. روى عن إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. وخلق. وكان ناظر خراج الغوطة.
وفيها الوزير أبو جعفر محمد بن عبد الملك الزيات، وزير المعتصم والوثق والمتوكل. ثم قبض عليه المتوكل وعذبه وسجنه حتى هلك. كان أديباً شاعراً محسناً كامل الادوات، جهمياً. وفيها يحيى بن أيوب المقابري، أبو زكريا البغدادي العابد. أحد أئمة الحديث والسنة. روى عن إسماعيل بن جعفر وطبقته. توفي في ربيع الأول وله ست وسبعون سنة.
وفيها الإمام أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي الحافظ. أحد الأعلام وحجة الإسلام. في ذي القعدة بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم. متوجهاً إلى الحج، وغسل على الأعواد التي غسل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعاش خمساً وسبعين سنة. سمع هشيماً. ويحيى بن أبي زائدة. وخلائق. جاء عنه أنه قال: كتبت بيدي هذه ست مئة ألف حديث. يعني بالمكرر. وقال الإمام أحمد بن حنبل: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس بحديث.
وقال ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين رحمه الله.
قلت: حديثه في الكتب الستة.